بسم الله الرحمن الرحيم
"فتح" في القرن الواحد والعشرين
"فتح" في القرن الواحد والعشرين:
تعرضت حركة "فتح" خلال مسيرتها الطويلة إلى العديد من التحديات، سواء كانت عمليات التصفية لقيادات في الحركة على يد المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، أومواجهات مع دول عربية، أوانشقاقات داخلية، واستطاعت الحركة تجاوزها.
ومنذ مطلع القرن الواحد والعشرين واجهت حركة "فتح" العديد من التحديات الصعبة. فمع انطلاق انتفاضة الأقصى في العام 2000 شكلت العودة للنضال المسلح والعمليات الفدائية التي نفذتها مجموعات تابعة للحركة معادلةً صعبة أمام قيادة الحركة التي خاضت العملية السياسية والمفاوضات مع إسرائيل، منذ مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991؛وما تبع ذلك من اتفاقيات كان أبرزها اتفاق "أوسلو"، وما ترتب عليه من التزامات أمنية.
وشكلت وفاة زعيم الحركة ياسر عرفات نقطة تحوّل كبرى في مسيرة "فتح" والمسيرة الوطنية الفلسطينية بشكل عام؛ لما شكّله عرفات من حالة رمزية للشعب الفلسطيني. وبغياب "أبو عمار" -الذي توفي على الأرجح بمادة سامة استطاعت المخابرات الإسرائيلية إيصالها لداخل جسمه- تولى رئاسة الحركة محمود عباس "أبو مازن" وعمل على إجراء بعض الإصلاحات في مؤسسات الحركة.
إلا أن هزيمة "فتح" في الانتخابات التشريعية عام 2006 على يد منافستها الرئيسية "حماس" كانت من أقوى الصدمات التي تلقتها الحركة، ولم تلبث أن تستوعب "فتح" هذه الهزة حتى وقع انقلاب "حماس" وسيطرتها العسكرية على قطاع غزة في 2007. ونتيجةً لذلك تعالت الأصوات في صفوف حركة "فتح"، في مختلف مستوياتها بضرورة التجديد وعقد مؤتمر الحركة الذي غاب لسنوات طويلة، وتم عقد المؤتمر الحركي السادس بتاريخ 4/8/2008، ورأى البعض أن هذا المؤتمر شكّل انطلاقة جديدة لحركة فتح استعادت من خلالها عافيتها وفاعليتها، وحقق تجديداً لقيادتها ووحدتها. فيما اعتبر آخرون أن الحركة بحاجة للمزيد من الإصلاحات البنيوية، لاستعادة دورها القائد.
عاشت حركة فتح
رائدة الكفاح الوطني الطويل